حقق رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق اليميني فرانسوا فيون فوزا ساحقا في الجولة التانية و الأخيرة من انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار مرشح اليمين المحافظ المفضل لخوض السباق الرئاسي الذي ستشهده فرنسا شهر أبريل من العام المقبل.
و سجل فيون وفق نتائج شبه نهائية توصلت بها الدولية من اللجنة العليا لمراقبة نتائج الانتخابات التمهيدية التابعة لحزب الجمهوريين اليميني نحو 68,4 في المائة من الأصوات،بينما اكتفى منافسه المخضرم وزير الخارجية و رئيس الحكومة الأسبق آلان جوبي 31,6 في المائة.
و بتحقيقه لهذه النتيجة يكون فرانسوا فيون هو مرشح اليمين و الوسط الفرنسيين للانتخابات الرئاسية ليواجه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان،بينما لم يعلن الحزب الاشتراكي الحاكم بعد عن مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل عدم إفصاح الرئيس هولاند عن نيته الترشح من عدمه من أجل ولاية تانية.
و أجرى المرشح الخاسر آلان جوبي اتصالا هاتفيا بفرانسوا فيون فور إعلان النتائج الأولية لتهنئته بالفوز،قبل أن يتحدث أمام أنصاره ليهنئه على فوزه الواسع و يعلن دعمه الكامل له،و يعد بالعمل على وحدة صف حزب الجمهوريين الذين ينتمون إليه.

ويتعهد فيون (62 عاما) – المحب لسباقات السيارات ويعيش في قصر في وادي نهر لوار – بتنفيذ إصلاحات جذرية في الاقتصاد الفرنسي المثقل باللوائح، وتعهد بتحجيم دور الدولة وخفض الإنفاق الحكومي المتضخم و إصلاح نظام التأمين الاجتماعي و الصحي.
و لم تنجح هجمات منافسه رئيس بلدية بوردو في جنوب غرب فرنسا في تغيير نظره الفرنسيين إلى فيون في الجولة التانية و تقليص الفارق رغم تكثيفه الهجمات على مواقفه وبرنامجه، و وصفه بأنه “مغال في ليبراليته” و”غير موثوق” لا بل أنه “فظ” منتقدا وعوده بإلغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العام خلال خمس سنوات.
وهاجم جوبيه فيون كذلك باعتباره “تقليديا”، لأنه أبدى تحفظات شخصية على الإجهاض انطلاقا من معتقداته الكاثوليكية، وبأنه يحظى بتأييد معارضي زواج المثليين وحتى قسم من اليمين المتطرف.
وانتقد جوبيه فيون كذلك على “مجاملته المفرطة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورد فرانسوا فيون بقوله “صحيح أن مشروعي أكثر راديكالية، وربما أكثر صعوبة”، متهما جوبيه بالمقابل بأنه “لا يريد أن يحدث تغييرا حقيقيا”.
وأمام الآلاف من أنصاره في آخر اجتماع انتخابي في باريس قال فيون بثقة كبيرة، “أنا أرسم طريقي من خلال برنامج يعلن راديكاليته ويظهر جرأته”.
و اكتست الانتخابات التمهيدية في اليمين أهمية كبرى، إذ يحظى الفائز فيها بحظوظ قوية في الوصول إلى قصر الإيليزيه في انتخابات الربيع المقبل الرئاسية، إذ تتوقع استطلاعات الرأي في ظل تراجع اليسار انتقال المرشح اليميني ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ثم انتصار مرشح اليمين فيها.
و تزداد المخاوف في فرنسا في ظل تواصل ارتفاع شعبية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان،خاصة في ظل تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إلى مستويات غير مسبوقة في استطلاعات الرأي،و فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها أخيرا الولايات المتحدة،حيث أعطى هذا الأخيرا آمالا إضافية لزعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف بالوصول إلى سدة الرئاسة الفرنسية.
و يشجع تدفق المهاجرين بشكل غير مسبوق إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية و تزايد شبح الهجمات الإرهابية على تعزيز الخطاب الوطني المتطرف والمعادي لأوروبا وكراهية الأجانب والذي يحقق اختراقات في فرنسا والنمسا وألمانيا والمجر وبولندا وهولندا والدنمارك وغيرها من بلدان القارة العجوز.
آلان جوبيه يعترف بهزيمته أمام فرانسوا فيون، إحباطات الحياة السياسية عديدة، سنوات الخدمة العامة لا تشفع أمام رأي عام صارم و حاسم في قراره.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) 27 novembre 2016
فاز #فيون على جوبي في انتخابات اليمين الفرنسي لكن الفائز الأكبر هي أجواء الديمقراطية التي جعلت كل الفرنسيين يصوتون بغض التظر عن انتماءاتهم
— Mohamed Ouamoussi (@ouamoussi) 27 novembre 2016
فاز فرانسوا فيون بترشيح اليمين الفرنسي وهو المتطرف الذي يرى ضرورة التحالف مع روسيا وايران لمحاربة”التطرف الاسلامي”سيشكل زلزالا جديدابعد ترمب
— سعُود اليِمْني (@salyemni) 27 novembre 2016