قالت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من تركيا إنها انسحبت من مدينة سرت الاستراتيجية الساحلية لتجنب إراقة الدماء بعد سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عليها في هجوم خاطف.
و من شأن السيطرة على سرت أن تمنح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر و الحكومة المؤقتة مكسبا مهما تمهد لتقدمهم نحو مصراتة و طرابلس و انهاء السطرة الكاملة على ليبيا.

و يشن حفتر منذ أبريل نيسان هجوما على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني في محاولة لتوسعة سيطرته على الأراضي في أرجاء البلاد و القضاء على الميليشيات و العصابات الخارجة عن القانون.
و تقع سرت إلى الغرب مباشرة من الهلال النفطي الليبي وهو قطاع من الساحل تقع فيه عدة موانئ لتصدير النفط تسيطر قوات حفتر عليها كما تتمتع بموقع استراتيجي على طرق إمداد بين شرق وغرب وجنوب ليبيا.
و يأتي تقدم الجيش بقيادة حفتر في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لإرسال عسكريين و خبراء لدعم حكومة الوفاق في إطار رغبتها في السيطرة على منابع الغاز و البترول في البلاد،بعد توقيعها اتفاق مع حكومة السراج المدعومة منها تعطيها حقوق الننقيب عن الغاز في سواحل ليبيا مجانا.

و قالت ميليشيات تطلق على نفسها اسم “قوة حماية و تأمين سرت” المتحالفة مع حكومة الوفاق في بيان “اتخذت قواتنا بعد تدارس الموقف قرارا بالانسحاب إلى خارج سرت، ثم انتظار الأوامر”.
و أضاف البيان “قوتنا لا زالت تحتفظ بكامل مقدراتها، وانسحابنا من سرت ليس النهاية”.
و قالت قوات الجيش الوطني الليبي إنها سيطرت على سرت في تقدم خاطف و سريع سبقته ضربات جوية.
و تقع سرت في منتصف ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وكانت تسيطر عليها القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني منذ قيامها بطرد تنظيم داعش من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية في أواخر 2016.

و قالت قوات حماية و تأمين سرت إنها انسحبت “مع الأخذ في الحسبان حفظ دماء المدنيين وحفظ شبابنا في القوة” في سرت.
و أضافت أن القوات المهاجمة تلقت دعما من “خلايا نائمة” في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 120 ألف نسمة.
غير أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر سيطر على سرت في مدة لا تتجاوز 3 ساعات،بعد أن لنتفض سكان المدينة ضد الميليشيات دعما له.
و سارع كبار أعيان المدينة و سكانها إلى إعلان ولائهم للجيش الوطني الليبي فور دخوله المدينة.
و قال متحدث باسم قوات حفتر ” استقبلنا بالزغاريد و الهتافات و الورود و دخلنا سرت فاتحين”.
ليبيون يتسلون ب”بث مباشر ” من داخل مدرعات تركية أطلقوا عليها اسم “مدرعات لميس” غنمها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة #حفتر في مدينة #سرت بعد طرد ميليشيات #مصراتة منها pic.twitter.com/rhQdqzJOIF
— الدولية (@doualia) January 7, 2020