نزل الاف المحتجين الى شوارع اليمن للتعبير عن الرفض للاصلاح السياسي الذي اقترحته الحكومة بما في ذلك وضع حد لفترات تولي الرئاسة.
وأعلنت الحكومة خطط الاصلاح في مواجهة استياء متنام أثار احتجاجات متفرقة هذا الاسبوع.
وقالت احزاب معارضة انها ستجتمع لبحث العرض فيما احتج الاف الاشخاص قائلين ان الاصلاحات التي اقترحها الرئيس علي عبد الله صالح ليست كافية.
ويحكم صالح اليمن منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقال محمد الصبري رئيس تحالف المعارضة وحزب الاصلاح الاسلامي انهم يرغبون في اجراء تعديلات دستورية لكنهم يريدون تعديلات لا تؤدي الى استمرار الحاكم وتوريث السلطة الى أولاده.
وقال الصبري انهم لن يسمحوا لهؤلاء الزعماء بالبقاء في السلطة وانهم مستعدون للنوم في الشوارع من أجل البلاد ومن أجل تحريرها من أيدي من وصفهم بالفاسدين.
تأتي الاحتجاجات فيما تشهد تونس عواقب الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي فر من البلاد بعد اسابيع من الاضطرابات العنيفة التي أشعلتها المظالم الاجتماعية.
ومن بين الخطوات التي طرحها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يتزعمه صالح تعديلات تقيد فترات الرئاسة بمرتين مدة كل منهما سبع سنوات -- أو خمس سنوات -- بالاضافة الى تسجيل جميع اليمنيين البالغين في كشوف الناخبين.
وقالت المعارضة والمحتجون في تعز ان الاصلاحات لا تضمن عدم خوض صالح الانتخابات مرة اخرى.
والاحتجاجات في الجنوب حيث تعتبر عدة مدن بؤرا للمشاعر الانفصالية كانت أكبر وأوسع انتشارا منها في الشمال. ونظمت عدة احتجاجات بشأن البطالة والاحوال الاقتصادية في مدينة عدن الساحلية الجنوبية يوم الاربعاء حيث اشتبك المحتجون مع الشرطة.
وقال يمنيون في الشمال ان تراجع الاقبال على المشاركة في الاحتجاجات في العاصمة صنعاء يعني انه من غير المرجح حدوث تمرد واسع النطاق.
وقال المحلل عبد الكريم سلام في صنعاء ان النظام القبلي الذي يهيمن على الحياة في اليمن هو أكبر عقبة.
وقال ان من الصعب ان تعرف ما سيحدث في الايام القادمة لكن الموقف هنا مختلف لان الولاءات تعتمد أولا على القبلية والعشائر بل وعلى العائلات.
ويواجه اليمن بطالة متزايدة وتناقصا في الايرادات النفطية التي تعزز الاقتصاد. ويعيش نصف السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة على دولارين يوميا أو أقل.
وانتقد احتجاجان هذا الاسبوع في جامعة صنعاء الزعماء العرب المستبدين. ورفع محتجون لافتات تحمل تحذيرا يقول للرئيس ارحل قبل ان تجبر على الرحيل.
و أضرم شاب يمني عاطل عن العمل أشعل النار في نفسه في محافظة البيضاء جنوبي العاصمة صنعاء، وذلك على غرار بائع الخضراوات التونسي الذي أضرم النار في نفسه مما أثار انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس بن علي، ووقعت حوادث مشابهة في مصر والجزائر وموريتانيا.
لكن والد الشاب قال للتلفزيون الحكومي ان النار امسكت بابنه عرضا بعدما اندلعت في بيتهم رغم أن البعض يتكهن بأن هذا التصريح جاء تحت ضغط من السلطات.
وتكافح الحكومة اليمنية أيضا لكبح جناح تنظيم القاعدة ولتعزيز هدنة هشة مع متمردين من الشيعة في الشمال. ...
أقرأ المزيد
0
تردي
تترجم الاحتجاجات الاجتماعية العنيفة في تونس والجزائر تململا اجتماعيا عميقا يطال خصوصا الشباب من خريجي الجامعات، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية ويزيد من ضعف النخب السياسية.
وتشهد تونس منذ 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي ثورة اجتماعية غير مسبوقة انطلقت من الوسط الغربي للبلاد مخلفة اربعة قتلى، اثنان في تظاهرات واثنان في عمليتي انتحار.
وفي الجزائر اندلعت اعمال شغب في الايام الاخيرة في مدن البلاد للتنديد بالبطالة وغلاء الاسعار.
ويرى المحللون ان هناك نقاطا مشتركة بين البلدين ومع المغرب المجاور، فاقتصاديات هذه البلدان الثلاثة لم تتمكن من توفير آفاق للشبان الذين يدخلون سوق العمل وبينهم الكثير من حاملي الشهادات الجامعية.
وقال ادريس بنعلي الخبير الاقتصادي والاستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط انه "في هذه البلدان الثلاثة سجلت جهود في مستوى التعليم غير ان ذلك لم يواكبه تفكير في آليات دمج الشباب الخريجين في المجموعة الوطنية الامر الذي يمر بداهة بالعمل".
وكان الشاب التونسي محمد البوعزيزي (62 عاما) الذي اضرم النار في جسده في كانون الاول/ديسمبر وتوفي الثلاثاء متاثرا بحروقه, احد هؤلاء الشبان الجامعيين.
وكان يعمل بائعا متجولا بسبب عدم عثوره على وظيفة, قبل ان تصادر الشرطة البلدية في مدينة سيدي بوزيد بضاعته.
وزادت الازمة الاقتصادية العالمية من حدة هذه الصعوبات وكذلك ارتفاع اسعار المواد الغذائية رغم انها مدعومة في هذه الدول. واثر اضطرابات الجزائر اكدت الحكومة ان "الدولة ستواصل دعم المواد" الاساسية.
وقال بيار فيرميرن الاستاذ المحاضر في جامعة باريس1 "هناك الكثير من البطالة والكثير من اصحاب الشهادات العاطلين والوضع مستمر منذ فترة طويلة. وبقاء الوضع متماسكا رهن استمرار النمو الاقتصادي".
واضاف "وعلاوة على ذلك اوقفت الازمة الاقتصادية الهجرة" التي كانت تشكل متنفسا لاقتصاد البلدان المغاربية حيث انها توفر حلا لبعض اصحاب الشهادات الجامعية.
وتابع المحلل انه بالاضافة الى ذلك, فان تونس والجزائر "بلدان يحكمهما نظامان سياسيان في ازمة" مع رئيسين هما زين العابدين بن علي وعبد العزيز بوتفليقة اللذان قال انهما يقتربان من نهاية عهديهما. واضاف انه في غياب بديل "ينشأ وضع سياسي قائم على الانتظار من دون افق" معلوم.
ومع ذلك, فان الانظمة السياسية في البلدان المغاربية مختلفة جدا حيث يقوم في تونس نظام موضع انتقادات شديدة بداعي غياب الحريات السياسية.
وقال انطون بصبوص من مرصد البلدان العربية "في تونس يتظاهرون لانهم يشعرون بالاختناق. العنف ليس فقط من طبيعة اجتماعية بل انه ايضا احتجاج على طريقة عمل النظام. ان نظام بن علي واسرته الغيا كل احتمالات تعويضهما. لم يعد هناك بديل للنظام وشاع الخوف".
ويقول المحللون انه في الواقع فان الرئيس بن علي الذي يحكم قبضته على البلاد, لا تساوره مخاوف من ان تهدد ثورة اجتماعية نظامه.
ولاحظ كريم باكزاد من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس انه "في المغرب الوضع ليس منغلقا الى هذا الحد. هناك معارضة قائمة. وبامكان الشبان العاطلين التظاهر لعدة اشهر امام البرلمان في الرباط".
اما في الجزائر "فان حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) يحتفظ بشرعية الحزب الذي قاد عملية التحرير الوطني" كما انه "بامكان احزاب المعارضة التعبير عن مواقفها في الفضاءات العامة".
غير انه سيتعين على البلدان الثلاثة ان تاخذ في الاعتبار اثر الانترنت واحتمالات العدوى. وقال فيرميرن "الناس تتابع طوال اليوم الانترنت وفايسبوك والجزائريون يرون تماما ما يجري في تونس", مشيرا ايضا الى دور قناة الجزيرة القطرية في نشر اخبار البلدان المغاربية.
...
أقرأ المزيد
7
تابع الدولية