قصة “البطل” الرياضي المغربي الذي قطع بالأمس مسافات طويلة في البحر سباحة” ليقترب من يخت الملك محمد السادس خلال تمضية الاخير عطلته الصيفية في شمال المملكة ليعبر للملك ...
أقرأ المزيد
1
رويدا مروة
ليس مهما إن كان "الخليفة" أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه بنفسه وبايع نفسه بنفسه لحكم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قبل أيام قليلة، قد ارتدى بالفعل ساعة رولكس أصلية الصنع ثمنها آلاف الدولارات أو مقلدة ثمنها لا يتخطى العشرة دولارات لأن ما أدهش الصحف الأجنبية الكبرى بعد رؤية ساعد يد البغدادي القريبة التصميم من ساعات رولكس وفق وصف "صنداي تلغراف" البريطانية هو أن خطاب الرجل الذي وعد فيه المسلمين بإسترداد حقوقهم وكرامتهم ودعاهم للموت (طبعا الجهاد بعيدا عن استرداد كرامة فلسطين لأنها لم تكن في خريطة "جهاد" أي من هذه التنظيمات الاخوانية والسلفية واخواتها يوما) يتناقض مع مشهد ارتدائه ساعة بآلاف الدولارات.
ورغم أن كثير من الذين تزعموا تنظيمات اسلامية مسلحة او غير مسلحة في وقت سابق وحاربوا انظمة لاسقاطها أو تفاوضوا مع أخرى لعدم اسقاطها امتلكوا عقارات وحسابات مصرفية وخدمات ترفيهية تفوقت في مستواها على ثروات حكام "الانظمة" التي أرادوا للحكم الاسلامي ان يكون بديلا عن فسادها...
ورغم أن تاجر الدين أخطر وأخبث وأسوأ من تاجر المخدرات والسلاح والبشر لأنه يتلاعب بكلام الله ويحتكر حصرية الحديث باسم الله لأجل حسابات سياسية وثرواتية واقتصادية يحصل عليها مقابل دعوة الناس للموت المجاني لمشاريع الارهاب والفتنة الا ان "ساعة البغدادي" الشهيرة اليوم هي أول حديث صارخ اعلاميا عن الاسترزاق باسم الدين والجهاد في مشاريع السلطة والمعارضة.. ...
أقرأ المزيد
2
لا يبدو لك هذا العنوان مألوفا ومتداولا بكثرة ولكن بنسخته النسائية الشهيرة: “صاحبة أجمل مؤخرة في العالم!” … فشهرة النجمة كيم كاردشيان في خطر اليوم فالصحافة العالمية مهتمة بمعرفة حقيقة ما يشاع عن فقدان النجمة لمقوّمات مؤخرتها المصنّفة كواحدة من أجمل مؤخرات النساء حول العالم! فالبعض قال ان كيم تلاعبت بصورها المنشورة مؤخرا على حسابها الشخصي على موقع تويترعبر تقنيات الفوتوشوب لتبدو بقوامها الرشيق الذي اشتهرت به والذي فقدته بعد ولادة ابنتها قبل اشهر! اذا فالجدل حول المؤخرة يكبر! والشكوك حول تراجع جمال المؤخرة يزداد ايضا! بينما تتحدث الوسائل الاعلامية عن ظهور عارضة ازياء جديدة تنافس كاردشيان على لقب اجمل مؤخرة في العالم! ...
أقرأ المزيد
7
"أملك رقم هاتف الملك...هل تريدني أن أبرهن لك ذلك؟... أجابها "تتفوهين بحماقات هذا المساء يا سيدتي فحتما الملك لديه شبكة اتصال خاصة به وبالمقربين منه خارج اطار شبكة الاتصالات التي تغطي بقية سكان المملكة ولن يحصل عليها احد" ... رّدت عليه بثقة "نعم... اعي ما اقوله... حتى انّه لديّ رقم هاتف زوجته صدقني!!!"... نظر اليها باستخفاف قائلا "بالله عليك هل تهذين امامنا أم أنها مجرد حماقة تلاطفين بها أجواء هذه الجلسة؟!"... أمسكت هاتفها النقال طلبت منه ان يدخل الى برنامج "Numberbook" الشهير ثمّ يكتب فيه اسم "Mohamed 6" ويختار اسم الدولة "Morocco" فيحصل على لائحة خيارات لا تقل عن عشرة ارقام اتصال تخص شخصا اسمه "محمد السادس"...
ليس موقفا خياليا لتحريك طاقة الضحك في داخلكم بل هو حوار حقيقي دار بين ناشط مغربي واخرى مغربية التقيتهما ذات مساء في احدى العواصم العربية في مقهى ما... الناشطة بدت "مقتنعة" في تلك الليلة ان رقم الملك بمتناول كل من لديه هاتف "ذكي" يمكنه من خلاله تنزيل برنامج "Numberbook" الذي يعطيك ارقام هواتف الاشخاص المسجلة اسماءهم على قوائم شبكات الاتصال في انحاء العالم بمجرد كتابة اسم الشخص واسم دولته...
...
أقرأ المزيد
0
صفقوا لها كثيرا لحظة دخولها قاعة الاحتفال ... وقفوا جميعهم ذكورا واناثا... "هزّوا" رؤوسهم برضى...ابتسموا ببرودة...جلسوا متفرجين منتظرين...القت أمامهم كلمات في السياسة والاقتصاد والثقافة...ناقشتهم في الحريات والمبادئ والديمقراطية...انتهت حفلة "التصفيق" و"الابتسامات" الكاذبة في ذلك الحفل "الربيعي" برعاية "نفطية"...همس أحدهم في أذن صديق بجانبه وهو ينظر اليها تخرج من القاعة : "كيف وصلت الى هذا المنبر؟"
رّد عليه الآخر بعد أن رسم ابتسامة خبيثة على وجهه "ومن سواه... اوصلها الى هنا!"... قهقه الاثنان معا قهقهة "بلهاء" مستهترة معلنين "تحطيهم" نجاحها في خيالهم "المريض".. ...
أقرأ المزيد
8
تعرفت عليه قبل أربعة أعوام في أوّل رحلة قمت بها الى عاصمة المملكة الفريدة التي تجمع فوق ارضها الاعراق والثقافات والأزمنة وربيع العرب الأوّل "الفتوحات"...
بين أحضان المملكة يلتقي الامازيغي مع الصحراوي فيتعايش كلاهما مع العربي في مملكة ترّسخت فيها قيم الاصالة والحداثة في مزيج لا يوجد له مثيل في العالم !
في تلك العاصمة لا تفهم في زيارتك الأولى، وانت القادم من عاصمة التي اطلقوا عليها يوما "سويسرا الشرق" واندثر جمال العاصمة لاحقا بشظايا حروب داخلية واقليمية، كيف ان الطبقة المخملية والمتوسطة في المغرب رغم حداثة نمط حياتها اليومي وعشقها للماركات الباهظة الثمن التي تنتشر بين اكبر مول تسوّق في افريقيا "Morocco Mall" .
في اكثر المدن كثافة للسكان الدار البيضاء و"محج الرياض" الذي يعجّ بمحلات افخر انواع الحقائب والاحذية في العاصمة الادارية للملكة الرباط ان اللباس التقليدي الذي يأخذ شكل "الملحفة" لابناء العائلات الصحراوية والتكشيطة والقفطان لابناء المدن المغربية الاخرى لا يزال الجميع متمسكا بارتدائه، بل انه الزيّ المغربي اصبح له مصممين عالميين ينافسون بأزيائهم التصميمات العصرية لمصممين عالميين مثل زهير مراد وروبير ابي نادر ودار ديور ودار شانيل في عواصم الموضة مثل باريس وروما وميلانو وطوكيو...
حتما هناك سحر ما لا يعلمه الا من يتأمل ذلك الزيّ التقليدي الذي يذّكرك بسحر الأميرات واطلالة الملكات هو يقف امام سيدة تجذبك بلباس فضفاض من الاسلف والاعلى مع حزام يحدّد جمال الخصر يسمونه "قفطان"... واسميه انا "بقايا" ملامح شرقية ضائعة في الهوية حاضرة في الزّي !
منذ الزيارة الاولى لم يكن سهلا عليّ ان أقاوم جمال تلك الالبسة التقليدية وانا التي مللت عصرية ملابس بيروت وحلمت بملابس الاميرات في قصص الطفولة وتمنيت الرجوع لزمن العباءات اللبنانية في الجبل ايام الامارة الشهابية وما سبقها من امارات حكمت ارض الشام ثمّ جاءت الحداثة لتستبلدها بالسروال العملي والجاكيت المزكش ... تلك الزيارة الاولى للمرة استسلمت فيها بسهولة لاغراء ول قفطان مغربي ارتديته يومها جمع بين اللونين الزهري والذهبي...
صديقي كان لديه محل لبيع ملابس عصرية لماركات مقلّدة لكنه كان يعرض القليل من القفطانات البسيطة التصميم لكن الوانها تبرهك بلحظات...ذلك الرجل صديقي كان اول من رأى الانبهار في عينيّ امام مشهد القفظان المثير!
اخبرني يومها ان خبرته في عالم النساء تجعله يعرف انني وقعت في الغرام من النظرة الاولى..وعرف حينها بحدسه ذلك اننا سندخل في علاقة دائمة انا نفسي لم اتوقع استمرارها حتى اليوم..
يومها كنت لا ازال طالبة دراسات عليا وصحافية تحت التمرين تتقاضى وأشق طريقي في انشطة المجتمع المدني وكان مصروف الرحلة ضئيلا جدا يومها اخذته من الوالدة...
تلك كانت ايام جميلة لنا كطلبة نحتسب فيها كل دولار ندفعه في رحلتنا ونريد شراء الهدايا التذكارية والملابس التقليدية ونريد الجولات السياحية، وقد تتمنى شراء شيء باهظ الثمن ايضا كتذكار من الرحلة !
لكن في الواقع عليك الاختيار وتحديد أولوياتك ويومها قررت في تلك اللحظة اني سأحرم نفسي من الجولات السياحية المكلفة على هامش المؤتمر الذي كنت اشارك فيه لاشتري قفطانا بسيطا زهريا مع تطريز ذهبي على الاكمام والخصر..
طبعا الميزانية القليلة لن تسمح لي حتّى بشراء قفطان فاخر لان الثمن سيكون باهظ جدا لو اخترت قفطانا بقماش حرير وتطريز يدوي مثلا، لكن القفطان الذي اخترته رغم انه كان بسيط لكنه جعلني اعيش اول حلم من احلام امراة عربية شرقية تهوى الملابس التقليدية ولم اتردد ان ارتديه واذهب به الى السهرة الجماعية التي كانت الجهة المنظمة للمؤتمر اذناك قد دعت اليها جميع المشاركين في االمؤتمر في مطعم تقليدي مغربي ...
ودّعت صديقي يومها بابتسامة لم تعرفها تقاسيم وجهي من قبل ووعدته ان ازوره مع كل رحلة قادمة الى ارض المملكة ولم اكن اعرف يومها ان قدرا ما يرّتب لي زيارات كثيرة الى تلك المملكة لاحقا بداعي العمل ليتحول متجر صديقي الى مقصد دائم للقاءاتي الحميمة مع القفطان المغربي الساحر. ...
أقرأ المزيد
0
ذاع صيت سياسة "النأي بالنفس" التي انتهجتها الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة نجيب ميقاتي في الصحافة اللبنانية والعربية منذ بداية الأزمة السورية وصعود "أسهم" الحسم ضدّ نظام بشارّ الأسد في مجلس الأمن ومجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وصولا الى تدبير الحكومة الحالية لشؤون لبنانية داخلية ضمن خانة "النأي بالنفس" عن قرارات حاسمة قد تدين حزب لبناني ما او تلقي بالمسؤولية على فريق لبناني ما وهو ما لا تقبله تحالفات "مافيا" مصالح الأحزاب السياسية بكل ألوانها...
لكن هذه السياسة التي شغلت اللبنانيين لأشهر بين مؤيد من جهة ومعارض من جهة آخرى ليست "بالانجاز" الحصري أو "العبقري" لميقاتي وحكومته فهي شبيهة الى حدّ كبير بسياسة "دول عدم الانحياز" التي عرفها العالم وهي التي ارادت بعض الدول من خلال انتهاجها تحييد شعوبها عن صراعات القطبين العالميين آنذاك اي الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي...
حين نطالع السياسة الخارجية للمغرب تجاه الصراعات العربية نراها شبيهة الى حدّ كبير بسياسة "النأي بالنفس" التي يعرفها لبنان تجاه الأزمة السورية اليوم.. فلبنان يخاف على مصالحه التي تجمعه مع "أعداء" النظام السوري كما يخشى على مصالح أخرى له مع "أصدقاء" النظام السوري لذلك وقف وقفة الحياد الشهيرة تلك كما أنّه بلد ضعيف وحدوده مع سورية مفتوحة وهو يتأثر سلبا اليوم بكل "خضّة" تصيب سوريا، ولكن بالنسبة للمغرب فهو المملكة القوية اقتصاديا واقليميا لكنه يتعمّد عدم التورّط في دعم طرف عربي دون الآخر لأنه فهم منذ زمن أن العرب "منقلبون" على مصالحهم فكيف لا ينقلبون في مواقفهم!...
اليوم يشهد الشرق الأوسط تنافس محاور أشّد شراسة وعنفا من الحرب الباردة ذلك لأنّه "مغلّف" بما سميّ بالربيع العربي الذي "ظاهره" ثورات شعبية تسعى للتحرّر والديمقراطية ولقمة العيش و"باطنه" تمويلات خارجية لجماعات مسلّحة تارة تحت مسّمى "ثوّار" وأخرى سياسية صاعدة تحت مسّمى "حركات اسلامية" تارة أخرى... وليس أفضل من ما يحصل في سوريا اليوم مثالا على ذلك...
و اذا كانت الثورتين المصرية والتونسية "نظيفتين" تماما على صعيد مشاركة الشعب فيهما بأكثر الطرق الشرعية والسلمية في عملية اسقاط النظام وانتخابات مرحلة ما بعد اسقاط النظام فاّن الاحزاب السياسية التي وصلت للسلطة في مصر وتونس ليست "نظيفة" الأيدي تماما من دعم الراعي الرسمي للربيع العربي اي قطر واميركا ووسائل اعلامهم وسط بقاء رموز الانظمة السابقة حرّة طليقة دون عقاب في كلا البلدين...
وسط هذه التفاوتات في مستوى انجازات وانعكاسات الربيع العربي بين الدول العربية خرج المغرب وحده بأكبر المكاسب الاصلاحية بدستور جديد وانتخابات برلمانية نزيهة وحكومة باغلبية اسلامية بفعل حراك شعبي تجسد في صناديق الاقتراع وليس في دماء سالت في الميادين والساحات والشوارع للوصول للتغيير...
لكن المغرب المعروف عنه انتهاجه سياسة "النأي بالنفس" -منذ عهد الحسن الثاني وصولا الى محمد السادس- عن الصراعات العربية العربية من جهة والصراعات الداخلية العربية من جهة أخرى يغرق منذ ساعات في وحل الأزمة السورية دون أن يدري... هي أزمة بالفعل ونعترض على تسميتها "بالثورة" ليس تأييدا للأسد ونظامه بل لأن الثورات الشعبية الحقيقية التي اندلعت في عهد الربيع العربي كمصر وتونس والبحرين بدأت سلمية وأكملت سلمية ولا زالت تحصد انجازاتها وتدافع عن أهدافها بسلمية تامة...
امّا في سوريا، فالجماعات المسّلحة التي يسمون افرادها "ثوار" تموّل وتسّلح وتدرب من الخارج والجماعات نفسها لا تخجل بذلك، ولكنها تريد ايهامنا ان "غاية" اسقاط نظام قمعي تبرّر "وسيلة" التمويل من الخارج... وما أفظع هكذا خلط "مفاهيم" بين الوطنية والولاء الأعمى للخارج...
هذه "الأزمة" السورية لم تتّسبب حتى اليوم سوى بانشقاق سفير واحد لسوريا في الخارج وبضع عناصر عسكرية برتبة ضابط ومجنّد وهذا ما لا يحتاج لرأي محلل عسكري ليؤكد ان نظام الاسد صامد عسكريا وامنيا واستخباراتيا مقابل قادة يسمون انفسهم معارضة وهم مختلفون امام ابسط الممارسات السياسية في ضبط العنف الذي يصدر عن الجماعات المسلحة وينسحبون من مؤتمرات "أصدقاء" سوريا عند أبسط كي لا نقول "أسخف" خلاف في وجهات "الغنائم"...
قبل ساعات قليلة خرج علينا الاعلام بخبر طرده السفير السوري من الرباط باعتباره غير مرّحب به... ولهذه الخطوة تساؤلات كثيرة مشروعة يجب على الرباط والعواصم العربية كلها ان تجيب عليها وتفكر فيها...
اولا اذا كان السفير السوري غير مرّحب به بسبب عدم انشقاقه حتى الآن عن نظام الأسد فلماذا انتظر المغرب كل تلك الأشهر ليطلّل علينا بهذا القرار!...
ثانيا ما الذي دفع المغرب لتغيير سياسة "النأي بالنفس" لأجل عيون العرب المتاضمنين لأول مرة ضد "الأسد"!...هل قرر المغرب تغيير هذه السياسة واتخاذ قرارات جريئة عربيا ام ان الظروف تفرض نفسها على الملكية اليوم لتبني موقف من هذا النوع؟...
ثالثا وفي ما يخص التحليلات التي تقول ان المغرب اراد ان يقوم باي مبادرة عملية لدعم دماء السوريين علما ان المغرب لم يعلن علنا دعمه للثوار الليبيين في بداية نضالهم ضد القذافي وعلما ان دماء ليبية كثيرة كانت تسقط في حين ترّيث الرباط وقتها لانه يعرف ان مصالح المغاربة المدنيين داخل ليبيا مهمة ولا يمكن المجازفة بها مع نظام مجنون كالقذافي..
رابعا والأهم نتساءل لماذا يطرد المغرب اليوم سفير سوريا ولا يطرد سفير البحرين بعد موجة دماء واعتقالات وتعنيف يعاني منها الشعب البحريني البريء في وجه النظام هناك منذ اشهر طويلة؟...
إمّا ان تكون كل الدماء العربية غالية بنفس المقدار لدى الأنظمة العربية والّا اصبحت جميعها شبيهة بقطر التي ترى في سوريا ثورة ولا ترى في اعتصامات دوار اللؤلؤة وأحداث القطيف سوى مؤامرة ايرانية لدعم شيعة البحرين والسعودية!...
وليتذكرالمغرب يوم استغل الاعلام الاسباني دماء شعبه خدمة لمصالح جهات معادية له فقد اصدرت المحكمة الابتدائية في بروكسل حكمها الشهر الماضي فقط ضدّ قناة انتينا 3 التلفزيونية الاسبانية لنشرها صور جثث قتلى وجرحى سقطوا في دراما عائلية من قبل رجل مختل عقليا في الدار البيضاء في وقت سابق من عشرة أشهر خارج السياق لاتهام الأمن المغربي باتسخدام العنف ضد المعتصمين مخيم صحراوي (اكديم ايزيك) في 08 تشرين الثاني 2010 قرب مدينة العيون (الصحراء المغربية)...
وقتها خرج المغرب بحكومته واعلامه الرسمي وجمعياته مدافعا شرسا ضد الاسبان لتشويههم حقيقة اعتصام شهدته أرض البلاد واتغلا دماء جريمة عادية لتصويرها على انّها عنف ممارس من قبل الأمن المغربي... اذن ليس على المغرب ان يتجاهل اليوم دماء البحرينيين بحجة تحييد نفسه عن صراعات داخلية تطبيقا لسياسة طويلة العمر اتبعها القصر في تدنب وحل النزاعات العربية ويأتي اليوم ليعتبر السفير السوري شخص غير مرّحب به...
لا نريد للمغرب ولا لاي بلد عربي ان يخطو خطوات "اهل الخليج" الذين يرون في سوريا نظاما يقمع ويقتل وينّكل بابنائه ولا يرى في الجماعات المسّلحة اي تبعية للخارج ولا يرى في العائدين من الجنسيات المختلفة من القتال الى جانب هذه الجماعات تورطهم بدماء الشعب السوري.. ولا نريد للمغرب ان يصبح اعلامه كاعلام الخليج يرى في انتفاضة السوريين ثورة ولا يرى في ثورة دوار اللؤولؤة واهل القطيف اي شيء سوى مخرّبين ومزعزين لأمن البلاد...
امّا ان يحيد المغرب نفسه عن كل شيء فينأى بنفسه نهائيا عن وحل السياسة العربية واما ان يوّحد معايير احترام حقوق الانسان في مقاربته للثورتين السورية والبحرينية والسعودية... ...
أقرأ المزيد
1
هي من المرات القليلة التي أقضي فيها ليلة السبت أمام جهاز التلفاز “متشخصة” لمشاهدة حلقة من حلقات برنامج “للنشر” للإعلامي طوني خليفة على قناة الجديد ليس لأنه لديّ “تحفظّ” على نوعية بعض المواضيع التي يطرحها خليفة في برنامجه خاصة تلك التي تقترب من الفضائح “الفارغة” والتي لا يخرج منها المشاهد اللبناني والعربي سوى بتحريك “عابر” لغرائزه،بل لأنه لديّ إيمان بأن برنامج “للنشر” هو شبه الوحيد على الشاشات اللبنانية حاليا الذي يسمح منبره بخروج تقارير مهنية في كل حلقة تلقي الضوء على مآسي انسانية تارة وتقصير حكومي تارة اخرى.
والأمثلة التي فضح فيها البرنامج انتهاكات خطيرة كثيرة في هذا الإطار… ولأنّ المقال هنا ليس مخصصا لتقييم البرنامج المذكور ولا حتّى لتسليط الضوء على بعض الاخفاقات في اختيار مواضيع البرنامج من قبل فريق العمل الذي يدرك مسبقا ان بعض المواضيع “المثيرة” التي يختارها تشدّ غرائز المشاهد، ليس بالضرورة غرائزه الجنسية فقط فغريزة مشاهدة العنف المهين (كفيديو تعنيف العاملة الاثيوبية) والفتاوى الدينية الشاذة (كحلقة العنف ضد المرأة) والتي شغلت منبر “للنشر” قبل مدّة شاهدة على قدرة البرنامج لجذب مشاهدين أكثر كثافة من حلقة تتناول قصة الشاب اللبناني الذي أجرى عمليات تجميل ليصبح شبيها بالفنانة مايا دياب!…
هذه المرّة كلمة حق تقال لطوني خليفة وبرنامجه للنشر بعد أن قدّم حملة توعية “غير مباشرة” وربما “غير مقصودة” على مدى اسبوع كامل حول الإتجار بمعايير الجمال في لبنان عبر الأدوية والاعشاب التي تدّعي قدرتها على خسارة الوزن دون ممارسة اي نشاط رياضي او اتباع اي حمية غذائية!…
قبل أسبوع عرض خليفة في برنامجه تقرير حول اكتشاف دواء من الأعشاب ومن مياه النيل يمكن من انقاص الوزن بين 600 و 1200 غرام في اليوم الواحد بمجرد تناول جرعة سائلة منه… في تلك الحلقة حول المستحضر الجديد استضاف خليفة من مصر شخص ادّعى أنه طبيب مصري وأنّه صاحب الإختراع وتحدث بكل ثقة عن اختراعه وانه نال شهادة من منظمة الغذاء والأدوية الأميركية المعروفة اختصارا باسم FDA وأعلن انه جرّب المستحضر على الفئران…
هكذا بدت القصة مشوّقة جدا وانفرجت اسارير المشاهدين والمشاهدات الذين يعانون من الوزن الزائد بقرب التوّصل الى العلاج “السحري” الذي سيصبح محط اهتمام وسائل الاعلام العالم ان صحّت رواية الطبيب الشاب المصري!…
ليلة السبت الماضي أي بعد مرور اسبوع على عرض الحلقة المذكورة فاجأنا خليفة باستضافته في استوديو الجديد في بيروت الطبيب المصري ذاته برفقة سيدة تعاني من السمنة قررت التطوّع لتجربة العقار على جسدها!… تطوعت السيدة لتشرب الدواء في بداية الحلقة ليأخذ مفعوله ويرى المشاهدون النتيجة مباشرة على الهواء في نهاية الحلقة… تشّخص الجميع امام الشاشة واضطروا لمتابعة كل الاقسام المتبقية للبرنامج… لا شك انها كانت طريقة تسويق ذكية للحلقة من قبل خليفة!…
وما إن أعلن خليفة عن النتيجة النهائية في آخر الحلقة بابتسامة تغمره مقابل “لعنة” غمرت المشاهدين للحظات… فكل هذا من الدواء الى الطبيب الى المتطوعة لم يكن سوى مسرحية حيكت لأجل الاحتفال بكذبة أول نيسان على طريقة طوني!…
وشرح لنا خليفة بسرعة كيف انّه حاول ان ينشر التوعية حول مخاطر تصديق الناس لمستحضرات وادوية تدّعي قدرتها على التنحيف وعلاج امراض مزمنة السكري والكوليسترول لكننا تفاجأنا أن طوني استغل الاتصالات التي وردت على الجديد والرسائل القصيرة من الجمهور الذي اراد بعضه الحصول على جرعات من الدواء لتخفيف وزنه والبعض الآخر اراد الحصول على وكالة بيع الدواء وصولا الى اعلاميين وسياسيين وفنانين قال طوني انهم اتصلوا به ليعرفوا سرّ هذا الدواء!…
نعم نجح خليفة في كشف الوجه الخفي لمجتمع لبناني “استهلاكي” يبحث عن معايير الجمال بأي ثمن… جمال ارتبط بالخصر النحيف والأرداف المستديرة والقدمين الممشوقتين حصرا… حتى ولو كان الثمن دواءا مجهولا يأتينا من مياه نيل اشتكى المصريون انفسهم من تلوّثها لعقود!… والأغرب من ذلك “سطحية” اللبنانيين التي كشفها لنا خليفة حين عرض تقرير تضمن تسجيلات لمكالمات المتصلين المستفسرين عن سبل الحصول على الدواء…
هكذا سخر خليفة من متصل حين اكد له انّ الدواء نجح بتنحيف “فأر” كيلوغرام خلال 24 ساعة!… وسخر من متصلة اخرى بتشجيعها على شراء دواء آخر يكسبها طولا اضافيا!… دخلت في هذه اللحظة على صفحة البرنامج على الفايسبوك اردت ان استطلع تفاعل الناس مع “مسرحية” الدواء السحري… وجدت “الفايسبوكيون” يتفاعلون حول الأمر… فعبرّت “نور” عن اعجابها بالكذبة وضحكت كثيرا… بينما توّجهت “حياة” لطوني قائلة له ان الناس صدقته ليس لانهم “سطحيون” بل لأن لديهم ثقة بمصداقية خليفة وبرنامجه مضيفة ان “السمين” يتعلق باي بصيص امل للنحافة!… في حين استمرت “ريّا” بالاستفسار عن كيفية الحصول على الدواء وكاّنها لم تسمع نفي طوني لوجود هذا الدواء من الاساس!…
باختصار “شرب” متابعو برنامج خليفة “المقلب” ولكن هل “شرب” الرأي العام “الدروس” المكتسبة من “مقلب” للنشر؟…
هناك من غضب بدعوى أن الامر كان كذبة وتمنى لو انه حقيقة علمية!… للأسف لا يبدو المجتمع اللبناني قادرا على الخروج من قوالب “الشكل” النحيف المطلوب ليكون المواطن “على الموضة” وشكله “مقبول اجتماعيا”…
نجح خليفة في رصد “السطحية” المزمنة التي اصيب بها المجتمع اللبناني منذ سنوات تجاه أهمية الشكل الخارجي في حصول الفرد على القبول الاجتماعي… نجح ايضا في توجيه ضربة “مهنية” لمروّجي الأدوية والعقاقير التي تدّعي علاج الأمراض المزمنة كالسمنة والسكري وسواها عبر أقراص مصنوعة تارة من فواكه وتارة اخرى من أعشاب وسط غياب تام لرقابة وزارة الصحة والجمعيات التي تهتم بصحة المواطن، لا بل وسط تورّط لوزارة الصحة وبعض النقابات الطبية احيانا في الترويج لهذه الادوية والعقاقير والفضائح كثيرة ومنشورة منذ سنوات في الاعلام دون وجود من يسمع ومن يتحرك من الجهات المعنية بصحة المواطن!…
نجح طوني وفريقه ايضا في فتح باب جديد امام الاعلام اللبناني ليلعب دورا مهما في التوعية الاستباقية قبل وقوع المخاطر في وقت تعودت فيه وسائل الاعلام في لبنان انتظار وقوع الازمات والحوادث لتتحرك وتطالب بالحلول وتستغله لتوجيه ضربات للجهة السياسية التي تدعم الجاني في بلد استثماراته واقتصاده وقطاعاته شبه مملوكة من “قطّاع طرق” الاحزاب السياسية…
ولعلّنا في لبنان بحاجة لهكذا دور يلعبه الاعلام المحلي لا سيّما بعد أزمة سقوط المباني المتصدّعة وظاهرة فساد اللحوم وانتشار المخدرات في المدارس واللائحة طويلة… والدروس للاعلام قبل الشعب اللبناني “المخدّر” منذ سنوات والذي أصبح “إيقاظه” من غيبوبته الفكرية مهمّة شبه مستحيلة!… ...
أقرأ المزيد
1
قد تظّن علياء المهدي الفتاة المصرية المسلمة والشابة أنّها أكثر تحرّرا من بقية النساء العربيات عموما والمسلمات خصوصا وقد تظّن الممثلة التونسية الشابة نادية بوستة انّها أكثر النساء العربيات والمسلمات جرأة في رفض قمع حرية الرأي والتعبير في الدول العربية عامة والدول الاسلامية خاصة.
و لكن غاب عن بال المهدي و بوستة أنّ هناك اصوات نسائية عربية مسلمة ومسيحية ودرزية وبهائية ويهودية من العالم العربي ناضلن ويناضلن من أجل رفض كافة اشكال قمع حرّية الرأي والتعبير الذي تتعرّض له المرأة العربية ورفض كافة اشكال انتهاك حقوقها لكنذ هؤلاء المناضلات انتهجن اساليب أخرى في الشهرة والاعلان عن انفسهن بعيدا عن نظرية “خالف تعرف”!
هؤلاء عملن ويعملن ليل نهار ويدفعن من جيوبهن ووقتهن ومجهودهن الخاص ويضحيّن بوظائفهن احيانا لأجل القيام بمبادرة تدعم حقوق المرأة وتصون كرامتها وتحميها من كافة اشكال الاستغلال الذكوري والقانوني والديني والاجتماعي لها.
قد يغيب عن بال علياء ونادية ومن أيّدهنّ وروّج الى ان نشر صورهن عارية على صفحات التواصل الاجتماعي وروّج الى ان الدعوة لممارسة الجنس علنا في الشوراع والساحات العامة وأمام مقرات الشرطة سيساعم بتوعية الرأي العام العربي واصحاب القرار السياسي بحقوق المرأة وسيساهم بالتالي في إنصاف المرأة العربية!
و لكن مهلا، فهل يمكن لعلياء ونادية ومن يشدّ على ايديهنّ ان يشرحوا لنا كيف انّ عريهنّ وشهرتهن التي أتت من وراء “العريّ” سيضغط على البرلمانات العربية لتغيير وتعديل القوانين القائمة التي تظلم المرأة؟
وهل يخبروننا كيف ستنعكس صور “صدورهن” العارية على إقرار قوانين تعنى بتجريم العنف الاسري والتحرّش الجنسي في أماكن العمل والدراسة والشارع؟…و من ثمّ كيف ستنعكس صور “اعضائهن” الجنسية العارية لتكريس توّلي النساء العربيات مزيد من المقاعد البرلمانية والوزارية والرئاسية في زمن الثورات والحركات الشعبية والشبابية وسط إسقاط انظمة وتعديل دساتير انظمة أخرى؟
و قبل ذلك هل يمكن لهؤلاء ومن يدعم افعالهنّ ان يشرحوا لنا كيف ان دخول ملايين الزوار من مستخدمي الانترنت يوميا للنظر الى صورهن العارية عبر حسابات الفايسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ستزيد حجم وعي الرجل العربي تجاه مفهوم شرف المرأة “المغلوط” في مجتمعنا العربي ومفهوم الحرية الغائب عن بال العرب؟!
بالله عليكم اشرحوا لنا…
بالله عليكن يا علياء ونادية أخبروني كيف ستغيرن بصوركن العارية نظرة الرجل العربي الخاطئة الى كل فتاة عربية مسلمة غير متحجبة حيث يظنّها “هو” سهلة المنال فقط لأنّها تلبس سروال ضيّق أو فستان قصير؟!
بالله عليكن اخبروني كيف ستغيرن نظرة الرجل العربي الى الفتاة التي تمنح الرجل “قلبها” وثقتها قبل الزواج فيظن انها ستمنحه جسدها على “طبق من الماس” داعيا ايّها لتناسي رادع الضمير والدين والاخلاق؟
بالله عليكن اخبروني كيف ستفهمون الرجل العربي ان الفتاة التي تسافر للعمل في الخارج تعرف كيف تصون نفسها اكثر من “ابنة الحيّ” التي تسكن بجانب بيته ويراها في كل دقيقة ولكنها قد تخون حبيبها او زوجها او خطيبها عبر موقع “دردشة اجتماعي” دون علمه وهي سجينة اربع جدران؟!
بالله عليكن أخبروني كيف ستقنعون الرجل العربي ان “بنت البيت” هي تلك التي تخاف الله حين لا يراها احد وان خلف نقاب “بعض” النساء وشعارات الدين لدى “اخريات” قد يختبئ الفحش والمنكر؟!… هل من جواب!!؟…
أنتن ايضا ضحية أفكاركن الخاطئة عن الحرّية والتحرّر يا ابنة تونس ويا ابنت مصر!… فأنتن اردتن محاربة الصور النمطية عن المرأة العربية ورفض تعنيفها نفسيا ومعنويا وجسديا ولكنكن قمتم بتعنيفها اكثر من قبل!!!… فقد وضعتّن نضالها في خانة الحرية الجسدية فقط لا غيرّ! لقد جعلتن من نضال النساء العربيات مجرّد “سعي” لممارسة الجنس ومجرّد “هدف” لخلع الملابس!…
لن اقبل ولن تقبل الكثيرات من المناضالات في العالم العربي ان تحصروا نضالاتنا وتعب السنين في رفع قيمة المرأة في المجتمع العربي والاعلام العربي في “وقاحة أجساد نسائية عارية”!
لقد ناضلنا “نحن” النساء العريبات لاسقاط انظمة وللإتيان بوجوه برلمانية ووزارية جديدة ولتغيير سياسات اقتصادية فاشلة ولتوفير تعليم وطبابة افضل لمجتمعاتنا… فرجاء لا تحصروا مطلبنا بتحرّر الجسد ولا تحصروا اساليب نضالنا بادوات الجسد لانّها مرفوضة قطعا لدينا!!!…
انا متاكدة ان علياء ونادية لا يقبلن ان يقال عنهن انهن يستغلن جسدهن لتحقيق تحصيل علمي ما او منصب وظيفي ما…فلماذا يكون دفاعهن عن حقوق المرأة والانسان من خلال تحقير جسدهن بنشر صوره عارية؟! ولماذا يردن لهذا الجسد ام يكون سلعة جديدة للتعبير عن اسمى مطالب الكون وهو حقوق المرأة والانسان!!!…
الرسالة هنا ليست “ترّجي” لعلياء او نادية و”اخواتهن” للتوّقف عن الدعوات للعري وممارسة الجنس علنا كوسيلة للتعبير عن الرغبة بالتحرّر بل هي تصريح مباشرباسم نساء عربيات كثيرات لا يردن لاجسادهن ان تكون سيلة للتعبير عن حقوقهن ولا يردن لحجباهن ونقابهن ان يتم اتغلاله سياسيا او اعلاميا… فممارستنا لشعائرنا الدينية هي شيء يخصّ علاقتنا بالله ويخصّ معتقداتنا الدينية وليست سلعا تستغلها اي جهة لتحقيق اهداف من اي نوع كان!!!…
كل هذا التعرّي “الوقح” والدعوات لممارسة الجنس العلني “الحيواني” يبرّره الدعاة اليه بكونه وسيلة اعلامية دعائية في زمن “الربيع العربي” للمطالبة بقدر أكبر من حرية الراي والتعبير والديمقراطية ومنح المرأة مزيدا من الحقوق.
لن نناقش هنا ممارسة الجنس من وجهة النظر الدينية أو الاجتماعية لانّ الأمر يبقى حرّية شخصية لكل شخص وأمر خاص بين كل انسان ومعتقداته الدينية والأخلاقية ولكن أن يتمّ المطالبة بممارسته علنا فهذا مطلب “حيواني” يجب على من ينادي به ان يراجع كتب مختصة في الصحة الجنسية والنفسية ليعرف ان هكذا فعل لا يمتّ للانسانية بصلّة لأن هذه العلاقة من الناحية البيولوجية والسيكولوجية هي علاقة “حميمة” و”خاصة” قبل أيّ شيء آخر وممارستها في العلن يقرّب أصحابها من ممارسة الأفعال الحيوانية البحتة.
وما يثير الاشمئزاز في هذا الاطار هو أن يعتبر هؤلاء الشباب ان فعل هكذا أمر “حيواني” هو وسيلة للمطالبة بحرّية الرأي والتعبير!… فهل هذا ما يريدونه؟ هل لهذه الاسباب قامت الثورات والحركات الاحتجاجية في العالم العربي!
يعاني العالم العربي والاسلامي بشكل خاص من ظواهر عديدة لها علاقة بالكبت الجنسي وغياب التربية الجنسية الصحيحة للطلاب والشباب ولكن لا يمكن ان يكون البديل هو ممارشة الفحش والمنكر في العلن لنعبرّ عن رغبتنا بالتحرّر.
وهل التحرّر يعني الانفلات من الضوابط والقيم والمعايير الأخلاقية والدينية والانسانية؟
وهل هذه هي الطريقة التي تعبرون فيها عن خوفكم وقلقكم من السياسات الاجتماعية القادمة للأحزاب الاسلامية القادمة بفعل “صوت” الناخب العربي في مختلف الدول العربية التي شهدت سقوط انظمة أو تعديلات دستورية!
وهل أنّ رؤيتنا لصور ناشطة مصرية عارية او ممثلة تونسية عارية ستنقذ المرأة العربية من ظلم القوانين العربية المجحفة بحق النساء وهل ان صدورهنّ العارية ستغيّر من الصور النمطية التي يحملها الرجل العربي عن المرأة العربية؟
وهل ان “مبادرات” العرّي وممارسة الجنس العلني ستغيّر واقع الفتيات العربيات اللواتي يتعرّضن للتحرش الحنسي بسبب غياب القيم الخلاقية في عقول الرجال العرب؟..او انها ستغيّر موقف المشرّعين للقوانين في البرلمانات العربية لتجريم العنف الأسري والتحرش الجنسي واغتصاب القاصرات وسواها من مظاهر تعنيف المرأة… وهل ان ملايين الرجال العرب الى المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي لرؤية صور العري لمن تدعين انفسهن بانهن ناشطات عربيات سيزيد حجم مشاركة المرأة في القرار السياسي في الانظمة العربية الجديدة؟…
وللمفارقة العجيبة في بلدان “العرب” انّ تسمّى ناشطة كل فتاة تكلّف نفسها عناء النزول مرة الى شوارع ميادين الاعتصام والثورات او من تكلّف نفسها عناء السفر بضع مرات لحضور مؤتمرات “الغرف المغلقة” وقاعات المنتديات بين بلد وآخر في حين لم نسمع لها يوما عن مبادرة ملموسة احدثت من خلالها تغيير ما أو وعي ما تجاه قضية معينة!!!
في العالم العربي اصبح توزيع الألقاب هو الأكثر سهولة على اهل الصحافة واصبح الترويج لأصحاب “الالقاب الممنوحة” متعة لا يضاهيها اي متعة او هواية أخرى… فتلك وصفوها بالاعلامية لمجرّد انها كانت عارضة أزياء وقامت بتقديم برنامج ترفيهي يطرح لائحة بأهم عشر اغنيات في ساحة الغناء العربي لهذا الشهر! واخرى وصفوها بكونها كاتبة لمجرّد انها نشرت كتاب خواطر فيه تجربة فشل قصة حب او قصتينّ في حياتها!!!…
و الثالثة يعتبرها كثيرون مدوّنة كونها تكتب كل اسبوع ثلاث اسطر على مدوّنتها الشخصية تعبرّ فيها من واقع اجتماعي او اقتصادي تعيشه في محيطها…والرابعة تنال لقب المرأة الأكثر تاثيرا في بلدها او امتها فقط لانّها تغنّي اغاني “ضاربة” والخامسة تنال لقب مناضلة نسائية لانها تعرّت دفاعا عن حقوق المرأة العربيةّ!… واللائحة طويلة جدا من تناقضات “الألقاب” في مجتمعنا العربي…
خلاصة الكلام أن “ثورة” حقيقية مطلوبة على الفساد “النفسي” والكبت “الاعلامي” في العالم العربي قبل اي ثورة اخرى على الأنظمة السياسية كي لا تصبح كل امرأة عارية هي نموذج المرأة العربية في ايصال رسالتها الى الرأي العام وكي لا تكون تصريحات “العاريات” على الفايسبوك هي الاصوات الوحيدة التي يسمعها الشباب العربي…
...
أقرأ المزيد
5
تابع الدولية