يقف العالم اليوم أمام نسق سريع للأحداث كان آخرها أحداث مالي و المساعدة التي تمدها لها فرنسانما يدفعنا إلى طرح عديد التساؤلات مع شعور بأننا في حاجة ماسة لنظرة شاملة.
لذلك أود أن أبدأ بالتذكير ببعض الأحداث السياسية التي هيمنت على الخبر في العقدين الأخيرين: لقد شنّت حرب دامية على أفغانستان تحت عنوان لا للإرهاب والوقوف إلى جانب الإنسانيّة.
في هذه الحرب لعب الإعلام الدور الأهم فهو الذي سبق الأسلحة والجيوش للتحضير للمعركة، أمّا الآن وبعد التدخل العسكري ما عادت ذات وسائل الإعلام تتدخّل في هذا الشأن،تماما كمن أنهى مهمته على أحسن وجه.
حرب العراق أيضاً سبقها ذاك التدخل الإعلامي المكثف الذي أدان النظام العراقي بحجة امتلاكه و إخفائه لأسلحة دمار شامل، ولم تذكر وسائل الإعلام كم دمر ذاك التدخل العسكري العراق، ذاك البلد العظيم الذي كان مهداً للعلوم والحضارة.
و منذ عامين تقريبا انطلق الربيع العربي من تونس. وشهدنا تدخل حلف الناتو في ليبيا تحت عنوان حماية الشعب الأعزل من "الدكتاتور".
لا أظن أن إختيار حلف الناتو لليبيا كان فقط من أجل الانسانية، لأن سِجلّ حلف الناتو لا يزخر بالأعمال الإنسانيّة. فالحلف يتدخل كأي وسيلة حرب يتلقى الأوامر و ينفذها أياً كانت.
في أفغانستان لم تتحسن الأوضاع بل ازدادت سوءًا. وفي العراق أيضاً فدمار الحرب كان أشد وأعظم من الحصار الذي إستمر سنين. وما أنقص قول بوش بأنه تم تضليله في ما يخص أمر العراق من الأمر سوءًا.
واليوم نشاهد التدخل العسكري الفرنسي في مالي. خصوصاً وقد تم مناجاتها لإنقاذ البلاد من الإسلاميين المتشددين، وبطبيعة الحال ظهور تنظيم القاعدة و تدخله لأخذ عمال منشأة غاز كرهائن في الجزائر أمر يعزز هذا التدخل ويعطيه كل الشرعية. لم لا ؟ فمقتل بن لادن لا يعني التخلص من تنظيم القاعدة. هذه الأسطورة الأمريكية، الذريعة التي تفتح أبواب أي بلد للتدخل الأمريكي، للقتل والنهب وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
الكل يكاد يجزم بأن فرنسا اتخذت الخيار الأنسب إذ ارسلت جيوشها لمالي خصوصاً وهي لطالما حملت شعار حقوق الإنسان.
تراودنا بعض التساؤلات اليوم، فإمّا أن التطورات التي تحدث هي بمحض الصدفة وهي في حقيقة أمر مستبعد، و إمّا أن تكون خطة لتقسيم ثروات العالم بعد الأزمة الاقتصادية التي تفتح أبواب الجحيم على كل القوى الكبرى في العالم.
لا يجب أن ننفي بأن هناك بعض التطورات التي لم يعمل لها حساب لكنها توظف جيداً وسط المخطط في الوقت المناسب. حيث أن الذرائع كلها موجودة و وسائل الإعلام تتدخل و على أحسن وجه لتسهيل الحرب أو ما قبل الحرب.
ومن حق فرنسا أن تبسط نفوذها قليلاً في أفريقيا فالولايات المتحدة الأمريكية أخذت نصيباً جيداً من العراق، أفغانستان، الباكستان... حيث تستفيد من المواقع الأستراتيجية والخيرات التي تعطيها هذه الأراضي.
لن أطيل الحديث، فالأزمة الإقتصادية والحرب وجهان لنفس العملة.. الأزمات الإقتصادية تحث القوى الكبرى في العالم على البحث عن مصادر جديدة لملء خزائنها والإبتعاد عن هاجس الإفلاس.
لذلك تنصب الشباك حول الفرائس المكتنزة. وبطبيعة الحال وسائل الإعلام تحضر الأرضية الملائمة. تلك الوسائل التي تغيب عن فلسطين وتنسى أن غزة تصرخ ألماً. تنسى الأسلحة النوويّة القاتلة التي يعدم بها الأطفال بالمئات وتغض الطرف عن أكبر الوسائل الحربية المُتهمٌجة التي تنهب دماء الأبرياء. فوسائل الإعلام لا تنفك تنشر الأكاذيب أو تبني على حقيقة صغيرة هاجساً كبيراً. ...
أقرأ المزيد
1
ماشاء الله الزيدي
أقول شعراً ولو قلت قراب الأرض
كلماً ما أتممت خصال الحبيب
هدايةٌ هو ورحمةٌ بعثت للعالمين
شفاء القلب ذكره و زاد الدنيا سيرته
تأمل كل عين رأياه لطيب خلق
واخلاق فمنه الحلم والعلم والأمل
أول المسلمين وختم النبين
صاحب الشفاعة و حبيب كل مؤمن
مولاي صلي وسلم على سيدنا محمد خير الخلق كلهم. ...
أقرأ المزيد
2
تكثر الأقاويل و الأخبار عن سوريا دونما أن نعرف الحقيقة، فكل يحلل و ينشر ما يحلو له فلا نكاد نميز بين الخطإ و الصواب.
أود أن أهنئ الاعلام العربي ذاك الذي اوصلنا اليوم إلى حالة يأس من معرفة الحقيقة،هي فرصة من الفرص التي انتهزها الاعلام العربي لإثبات جدارته وقد نال التقدير.نحن نعرف أن الاعلام أول وسيلة حربية وأقواها على الاطلاق، لذلك أملنا أن يكون الربيع العربي مرفقاً بوعي إعلامي ومجهودٍ كبير لنشر الحقيقة والحقائق لكن وللاسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
أما في ما يخص الاعلام الغربي فنحن لا نستغرب ردود أفعالهم ولا مقالاتهم، لا ننسى أبداً أنه منذ أحداث ال 11 من سبتمبر لا يتوقف الاعلام الغربي عن مهاجمة العرب والمسلمين، فهم يبررون خوفهم ويخلقون الأقنعة التي تبرر رفض ولفض كل مسلم من عالمهم.
ينأون بأنفسهم عن الحديث في شؤون الديمقرطية والتقدم في العالم العربي، ويركزون على السلفيين وبعض الأحداث العشوائية التي تحصل هنا وهناك في تونس وغيرها من الدول لا لغايةٍ سوى تشويه صورة الاسلام وإثبات أن كل نظام بنبثق من الاسلام والمسلمين لا بد أن يكلل بالفشل ولا يتهاونون في التركيز وتكبير وتقبيح الأحداث لهذا الغرض.
أما نحن من جهتنا فلا نقصر في تاكيد نظريتهم ونسعى معهم على عمانا لنثبت ما يريدون. لكن المشكل ولو علمت وسائل الاعلام الغربية، ليست في الاسلام بل في الذين تطاولوا عليه وتكلموا عن جهل على لسانه. حتى نعود إلى الأحداث في سوريا، تشن حرب إعلامية كبيرة وخانقة على النظام السوري وعديد الدول العربية والغربية على حد السواء تمول وتساعد المعارضة. لا أتصور أن هناك دول تمول جهة دون أن تكون لها مصلحة من وراء هذا والمصلحة هنا لا تخفى على أحد.
إن منطقة الشرق الأوسط تظل دائماً من المناطق الاستراتيجية التي تعج بالثروات الطبيعية والتي تمثل أيضا الموقع الجغرافي الأهم الذي يسيل له لعاب الدول الغربية.
يجب أن لا ننسى أن كل القوى الكبرى في العالم تبحث عن موارد جديدة تسد بها جوعها وتبتعد بها عن شبح الازمة الاقتصادية،ولا ننسى أيضا تلك الأنظار الموجهة إلى إيران من كل حدب وصوب، ففي حين تقام القمم في العالم العربي لمناقشة الأزمة وتتخذ فيها القرارات التي لا تقدم ولا تغير من الواقع شيئاً تستمر المصادمات في سوريا وقتل الأطفال وتشريد العائلات، ألم يتوقع المجتمعون اليوم للمناقشة، والذين أجهدوا أنفسهم في محاولة إيجاد الحلول، هذا الوضع يوم دعموا مادياً المعارضة و وفروا لهم العتاد لحرب دامية. الم يفكر اوليك العاملون في مجال حقوق الانسان أن هذه هي نتيجة تسليح المعارضة دون أن يعرف مصدرها وتابعوها.
نرى اليوم كبار الصحفين في العالم الغربي يقفون على المنابر وينادون بأعلى اصواتهم للحرية والكرامة والسلم والأمن... أما توجهاتهم فهي إما تدخل عسكري خارجي لإخراج نظام الأسد أو تسليح المعارضة. في الخيار الأول أكاد أرى أن الغرب إقتنع بمردود حلف الناتو في ليبيا وكانه لم ير كم من البيوت حطم وكم من الناس قتل حتى يرفع في الاخير شعار البطولة. فقد قطع حلف الناتو شوطاً مهماً في التدريب في الدول العربية تلك التي لا أهمية فيها لحقوق الانسان حتى يقف اليوم وبجدارة ويصبح العصا لكل من عصى وتمرد. وكانهم لم يتعلموا أنه لا بد للشعب من تقرير مصيره وهذه هي الديمقراطية التي يتكلمون عنها حسب معرفتنا البسيطة بالديمقرطية.
أما في ما يخص الخيار الثاني فهو أغرب وأبشع بكثير من الأول وربما أنه إستراتيجياً حل جيد لتفكيك سوريا حتى يوم تعتزم أي قوة خارجية الدخول لاراضيها تجد الأرضية مهيئة والبلاد مفككة فلا يستعصي عليها الهدف.
لا يسعنا إلا أن نقول أن سوريا اليوم في اياد غير رحيمةٍ وقد أحيطت بالمنافقين والطامعين، فنرجو أن تكون العاقبة أفضل وأن يوفق الشعب السوري في إيجاد حل لهذا الوضع فهو الوحيد الذي يحق له أن يقرر ويسعى وراء قراره. وهو الشعب العربي الرصين المتزن الذي نشتاق لاخباره الجيدة. ...
أقرأ المزيد
0
في خضمّ الربيع العربي تراودنا عديد التساؤلات. أولها هل اقترن الربيع العربي فعلا بثورة فكرية؟ هل يحق لنا استعمال كلمة ثورة؟ و إن حق لنا ذلك هل نستطيع أن نعرف في أي مرحلة نحن؟ مالّذي حققناه و مالّذي يجب أن نحقّقه في المستقبل؟
في تونس حيث اندلعت أول شرارات الرّبيع العربيّ يظلّ هذا السّؤال مطروحا ومثيرا للجدل بشكل كبير، فأمام الآمال والطموحات يطل علينا من حين لآخر شبح المخاوف الذي يرافق حياتنا اليوميّة. فنخشى أن يحير بنا الزمن فنعود خطوات إلى الوراء حيث الدّكتاتوريّة أو ربّما نجد ما أكثر و أمر منها.
في ما يخصّ الوعي لا يمكن أن ننكر أن خروج الناس بالآلاف إلى الشارع لتنحية حاكم دكتاتور يعبّر عن وعيٍ جماعيٍّ إلاّ أنّ مجتمعنا الذي كان متماسكاً بالأمس وينادي بصوت واحد لسقوط الدّكتاتوريّة تفكّكت أهدافه و تشعّبت، فتركت القضايا الجوهريّة وأصبح كلّ ينادي بصوت مجموعته عن حقوق وأهداف هذه المجموعة لا غير.
وهنا نلمس إلى أيّ مدى يكون قبول الاختلاف صعبا في مجتمعنا. فالحركة السّلفيّة في تونس مثلا أصبحت حديث الجميع فبات العديد يعبّرون عن انتمائهم من خلال مظاهرهم أولا ثم من خلال أفعال تعبر عن أفكارهم.
في المدارس مثلا يرفض الطلبة المنتمون إلى ما يسمى المجموعات السلفية دروس الفلسفة والرسم وغيرها بدعوى أنها من المحرمات ويعبرون عن ذلك لا فقط بالامتناع عن حضور هذه الدروس بل بمنع الأساتذة من تدريسها.
ومن الناحية الأخرى يرفض آخرون الاختلاط مع من يوصفون بالملتحين و يعبرون عن رفضهم لهم بكلمات و نظرات حنق و غيض. وهنا يظهر المتطرفون من الجانبين ويحدد كلٌ القوانين والشرائع حسب ما يحلو له.
باتت كلمة ثورة عبئاً على مجتمعنا الذي يتخبّط بين ماضٍ انعدمت فيه الحرّيّات و حاضر تتجاوز فيه الحرّيّات حدودها. فالفترة الانتقاليّة التي نعيشها تحتّم علينا الحذر والاتزان والبحث عن حلول لمشاكل لا مشاكل لحلول. وإن عدّدنا المشاكل المطروحة لوجدناها قِراب الأرض. وهو ما يجعل العديد يشعرون بالتشاؤم تجاه وضع البلاد، خصوصا وأن الحكومة لا زالت غير قادرة على حل المشاكل بشكل جذري منها تلك التي تتعلق بالأمور الأمنيّة والحرّيّات.
لا ننكر أنّه لا بد من الوقت لتحديد المسار الصّحيح إلاّ أنّه في هذه الحالة يعتمد وبشكل كبير على وعي المواطن وهنا للأسف نظهر نقطة ضعف كبيرة. إذ أنّ المواطن ضاق ذرعا بغلاء المعيشة ورؤية أحلامه تتلاشى في نفس الوقت الحكومة لا زال عودها طرياًّ. وهذا ما يجعلنا نشعر بأننا نبتعد شياً فشياً عن الأهداف الحقيقيّة.
أما في ما يخص المكتسبات فتعتبر دولة الدّيمقراطيّة، قبل كل شيءٍ، دولة قانون يكون هو الحاكم والفصل فيها. و لا يجب أن ننسى أنّ الدّيمقراطيّة والحرّيّات التي طالبنا بها، وكانت سبب الثّورة، صرنا اليوم ملزمين بها ومطالبين بالحفاظ عليها،هذا بطبيعة الحال إن استعملت المفاهيم كما هي و بشكل إيجابي.
نحن نفضّل أن نرى الجميع ملتفّين حول القضايا المهمّة التي نجتمع عليها لا البحث في ما يضعف و يدمر بلدنا. لناخذ قضية البطالة في تونس مثلا، الجميع يعرف اننا نبتعد كل يوم عن الاستقرار الاقتصادي و نعرف أيضاً أنه لتجاوز المشاكل التي قامت من أجلها الثورة لا بد من نمو اقتصادي، و هذا ينطبق على كل الدول العربية دون إستثناء. إذا دُفعت عجلة الاقتصاد تُحل بذلك عديد المشاكل الاجتماعية. فبدلا من محاولة فرض الراي بالعنف والقوة، مدعين بذلك الاصلاح، يجدر بنا التفكير مليا في واجبنا تجاه بلدنا وديننا.
إن الاختلاف في التوجهات الدينية، الفكرية والسياسية حق لا بد لنا من الدفاع عنه. إلا أن هذا الحق وإن لم يفهم جيداً يمكن أن يسبّب انقسامات كبيرة. وعلى مدى العصور تعتبر هذه الأخيرة نقطة ضعف مدمرة فيتم استغلالها لتدمير واستنزاف الطاقات في أي بلد. إنّنا اليوم و إن سمحنا لأنفسنا بالحديث عن ثورة فلابد لنا من استكمال كل مفاهيمها وعلينا العمل على تجاوز العقبات النّاتجة عن رفض الاختلافات الفكريّة والتّوجّهات السّياسيّة. ...
أقرأ المزيد
1
يقول البعض إنه لحل مشاكل البطالة و الأزمات الإقتصادية لابد من إيجاد مصباح علاء الدين، ربما هو الحل الأسهل إلا أنه يتوجب على من يجد المصباح تقديم مصلحة بلده على مصالحه الشخصية،و أن لا نستهين بمواردنا الذاتية أيّا كانت،حيث أن الحل لا يكمن في إيجاد مصباح سحري و لا في الركوع للسادة بل الإلتزام بواجباتنا كل من مكانه بعيدا عن التمييز و العنف،زد على ذلك قبول الإختلاف و إعتباره مصدرا للإثراء لا للإنشقاقات و التمييز.
إنّ ما تشهده بعض الدول العربية٬ التي عاشت و تعيش ما سمي بالربيع العربي٬ من أوضاع إقتصادية و إجتماعيّة باتت محيرة أكثر من أي وقت مضى،جيث لا نعرف إن كانت نتيجة لطموح إلى الأفضل أم لغفلة عن الواقع و فهم خاطئ للمعطيات.
نعجب٬ اليوم٬ لرؤية البعض معتصما في الشوارع معطلا بذلك عجلة الحياة الإقتصادية و البعض الآخر يعطل سير الدروس في الجامعات و آخرون يحاولون كسب النفوذ، و الغريب في الأمر أنّ السبب الرئيسي وراء هذا التعطيل و الإحتجاج المرفوق عادة بالعنف هو الإختلاف مع الآخر في الرأي أو في المبدأ،هذا أمر يجعلنا نتناقض في القول فمرة نقول ربيع فكري و مرة أخرى نقول أننا في حاجة للوقت و التوعية حتى تتغير أفكار القمع و التمييز.
لقد مكنتنا هذه التجربة من معرفة إلى أي مدى باتت الثقة منعدمة بين كل الأطراف، إذ أنّ إنعدام هذه الثّقة و رفض الإختلاف هما أكثر سلاحين مدمرين في دولنا العربية،يجب وبإستمرار العمل على تقويتهما و دعمهما حتى تظلٌ هذه الدّول ضعيفة و مفكّكة.
بطبيعة الحال لسنا في حاجة للتذكير بهذه القوى و الأيادي الخفية التي تبني قوتها على حطام الآخرين، إذ حتى الأطفال باتوا يعرفون قصّة الذئب المتربص الذي يبحث عن فريسة تذهب جوعه، و من مَكْره و دهائه أن لا يفتك مباشرة، فهو يراقب فريسته عن كثب من خلال البحث عن نقاط الضعف حتى يرهقها و يسقذها ثم ينال منها دون أي عناء.
يجب أن نتذكر دائما أن الكثير من الدول تم تفكيكها و إضعافها حتى تصبح فريسة سهلة للأعداء، و تقدم خيراتها على طبق من ذهب ل"سادة العالم" ،و حتى تكون منطقة إستراتيجية للسيطرة و تدعيم النفوذ.
الأمثلة هنا كثيرة لعل أقربها العراق الذي تم قصفه و تدميره و قتل الآلاف من أبناءه تحت ذريعة خطر أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها،لبتضح فيما بعد أن لا وجود لها في بلاد الرافدين.
و مع نفاذ صبر المنتظرين لثمار الثورة تكثر المطالب و تتدهور الأوضاع الأمنية حتى تطل تلك الفوضى الهدامة في بلدنا و البناءة للمتربصين بنا ،فالعبرة نأخذها من الذئب الماكر الذي ينقض على فريسته بمجرد اكتشافه لنقاط ضعفها.
لعلنا اليوم صرنا قادرين على أخذ العبر من التاريخ،و لا ننكر أن التهميش الذي عاشته المجتمعات العربية عقودا طويلة لازالت أفكاره وتوابعه تلاحقنا إلى اللحظة، لكنّنا اليوم أمام فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل،فنحن لا نبحث عن مصباح سحري و لا نريد الخضوع لقوى أجنبية ترتشف من خيرات أراضينا و دماء أبناءنا. ...
أقرأ المزيد
0
مازال المجلس التّأسيسي في تونس يعيش أجواء العيد،حيث مازلنا نراهم يقتسمون كبش العيد الّذي قدمه الشّعب التّونسي من دماء بنيه،فالكبش و على ما يبدو لم يكن مكتنزا بما يكفي حتّى يشبع جوع كلّ الفئات السياسية الّتي أتيحت لها فرصة المشاركة في المجلس.
و كما يعلم الجميع كانت تونس أوّل دولة عربيّة تنطلق فيها شرارة المسيرات المنادية بالحرّيّة و الكرامة في هذا الربيع العربي،مسيرات أثبت فيها الشعب التّونسي أحقّيّته بالديمقراطيّة، فصارت النخبة السياسيّة تتبعه ليفتح لها طريقا أغلق منذ سنين حتّى يثبتوا جدارتهم في المشاركة في الحياة السياسيّة.
و لم يتخلّ الشّعب التّونسي عن واجبه أمام بلده و توافد يوم الانتخابات بالآلاف حتّى ينتخب من يراه أجدر بتمثيله في المجلس التّأسيسي على اختلاف توجهاتهم،فهناك من صوّت لبرنامج انتخابي و دستوري يراه الأجدر و الأنسب و هناك من صوّت لأشخاص يراهم الأمثل و الأحق بالمقعد،و اليوم جاء دور النخبة الّتي تمّ اختيارها فتنحّى الجميع جانبا يراقب ما تؤول إليه مجادلاتهم.
إلى حدود اليوم مازلنا نسمع ما آلت إليه المشاورات لتشكيل الحكومة،و الصورة النهائية تكاد تتّضح ونحن لا نستغرب مثل هذه المداولات،حيث يتمّ اقتسام الوزارات حسب الأهمّيّة و قد كان أملنا أن تشكّل الحكومة حسب كفاءات علميّة و عن إستحقاق، إذ أنّ الوضع الاقتصادي الاجتماعي و السّياسي الذي تعيشه البلاد بات يتطلّب حلولا جدّيّة و فوريّة،أمام تطلّعات و آمال شعب هب لصنع ثورته و إكمال الطريق حتى لا تفقد الثّورة معناها.
إنّ ما يثير استغرابنا اليوم، هو هذا الوثوب على الحياة السّياسيّة فكيف لشخص ليست له أي مؤهلات في هذا المجال اقتحامه ؟ إذ أنّ قمّة الجهل أن نتكلّم فيما نجهله و أقبح الفعل أن نعمل ما لا نفقهه فتغيب عنّا المعطيات ولا نتفهّم العواقب،و إذا كنّا ننوي المرور بفترة تدريب و تربّص فما علينا إلا التّنحي جانبا حتّى نكتسب الخبرة و المؤهّلات.
نحن نفهم تماما أنّ التهميش السياسي الذي عانينا و نعاني منه في الدّول العربيّة هو السّبب الأساسي الّذي يجعلنا اليوم نفتقر إلى الخبرة في هذا المجال و هو أيضا ما جعل للجبابرة سبيلا حتّى يطغوا و يتفردوا بالحكم، إنّ الفرصة المتاحة اليوم كبيرة و إن ضُيعت سيحيط بنا شبح الدكتاتور من جديد و لهذا ليس لنا الحقّ، اليوم، في الرّجوع إلى الوراء و لا في ارتكاب الأخطاء.
على أمل أن يباشر المجلس التّأسيسي أعماله و أن يفي أعضاءه بوعودهم الّتي قدّموها في الحملات الانتخابية٬ على أرض الواقع بعيدا عن الأحلام الورديّة، نقول لهم حظّا طيّبا و لنا صبرا جميلا. ...
أقرأ المزيد
0
نحن على ابواب فصل الشّتاء و قد إعتدنا أن نحضّر لهذا الفصل زاده و عدّته٠ أمّا عندما يُرفق الشّتاء بحرب دامية تقتل و تغتصب الحرمات لا تنفعُ ذخيرة و لا يظل سوى الصّبر و الصّمود و الثبات.
فلسطين !! كم من شتاء مر على هذا البلد الصامد، و كم من يوم بارد و ممطر مر على بنيه و ما كان لهم إلا ان يتسلّحوا بالإيمان و العزم، هناك عديد التساؤلات التي تنتابني، اليست القضيّة الفلسطينيّة قضيّة كل إنسان يؤمن بالحريّات؟ فأين تراهُم إختفوا جميع المؤمنين بالحرّيّات؟ هل يوصل الرّبيع العربيّ بعضا من دفئه إلى أرض فلسطين ؟ هل مازال الفلسطينيون يأملون وقفة العالم العربيّ إلى جانبهم بعد أن عرفوا خيبات أمل عديدة؟ هل يُعترف أخيرا بحقّ مواطن هُمّش ونُفي واستُعبد ؟
هذا الشّتاء سيختلف عن الّذي سبقه، فقد شهد العالم العربي خّضات حتى أنجب ربيعا عربيّا، مازالت صورته لم تتضح إلى الآن، فهو كالمولود الجديد الذي تتغيّر ملامحه كلّ يوم، إذ أنّ كل البلدان العربيّة التي شهدت ثورات مازالت تضمّد جراحها٠ بات الهدف واضحا و المعرقلات كثيرة و السينارريوات المحتملة عديدة، كيف لا و قد كان الشّعب العربيّ تلك اللّقمة الطّريّة و لطالما كانت أراضيه مناجم يُرتشف من خيراتها كلّ ثمينٍ و هي و إلى الآن محطّ أنظار كل سحيل ومبرم. ...
أقرأ المزيد
0
تابع الدولية